للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مثمراً، بل الطريقة التي تحبب إلى ذوي الفطرة السليمة دراسةَ العلوم الدينية، والواقع أن هذه الكتب كانت أول ما أخذني إلى النظر في علوم الشريعة بتلهف، بعد أن كنت قد انقطعت إلى علوم اللغة وآدابها" (١).

فصلتهُ بخاله محمد المكي بن عزوز -علامةِ هذه المنطقة، المعروفِ في العالم الإسلامي في ذلك العهد- ذاتُ أهمية بالغة، ونسخته من "العواصم من القواصم" موجودة بدار الكتب المصرية، وعليها خطه، وقد اعتمدت عليها في تحقيق "العواصم من القواصم"، مع غيرها من النسخ، وكذلك صلته بصديقه الحميم الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، الذي كان يزوره بدمشق عندما كان مقيماً بها، وقبل أن يستقر بمصر، كما كان يزوره بها، فهذا التحول في اتجاهه الفكري والعلمي في غاية الأهمية في حياته وتطورها، وأشار إلى أنه تولى القضاء ببنزرت بتونس مدة مشة وأربعة أشهر، ولكنه فضل إلى أن يعود للزيتونة للتدريس بها، والاشتغال بالتعليم، معرِضاً عن منصب القضاء (٢).

٢ - ترجمته لعدد من أئمة آل البيت يدل على سعة أفقه، والبعد عن التعصب لأهل السنّة، وعندما ترجم للإمام زيد بن علي، وصفه بأنه مات شهيداً، وقال: "نحن نوافق الزيدية في الاعتقاد بفضل زيد وعلمه وجلالة قدره" (٣).

وأشاد بالباقر، وزيد، ووصف كل واحد منهما بأنه: "كان عظيماً في


(١) المصدر نفسه (ص ١٠٦).
(٢) المصدر نفسه (ص ١٠٤).
(٣) المصدر نفسه (ص ١٣٤).