للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علمه، عظيماً في خلقه، عظيماً في تقواه" (١).

واحترم ثورة الإمام زيد، ومخاطرته وصراحته، وإنكاره الفساد. قال فيه: "كان يطمح إلى أن يكون له سلطان يبتغيه وسيلةً إلى إصلاح حال الأمة، وإعادة ما ضاع على أيدي بعض أمراء بني أمية من العدل" (٢). "ولا ننكر على زيد مخاطرته في سبيل الإصلاح إذا أخذ بالعزيمة" (٣).

وامتدح الشيخ نقده للخليفة هشام بن عبد الملك، ووصفه بأنه: "كان من كبار المحدثين" (٤)، وأنه: "كان فقيهاً مجتهداً" (٥)، وهذا يعد تقريباً بين الشيعة وأهل السنّة، سبق إليه الذين يعملون للتقريب اليوم.

انتقد الباطنية، والبابية، كما انتقد بعض المعتزلة الذين يرى أنهم انحرفوا تأثراً بالفلسفة، وتعسفوا في تأويل بعض النصوص (٦).

وأشاد بالأشعري، الذي رأى أنه عبّر عن مذهب أهل السنة، وأنه على مذهب السلف، وما كان عليه الأئمة، ودافع عن الأشعري ضد خصومه، ولكنه لم يطلع إلا على كتابه: "الإبانة" الذي قرر فيه عقيدة السلف.

وأشاد بالجرجاني أبي الحسن، الذي جمع بين النثر والشعر والذوق الرفيع في نقده الأدبي، متأثراً بعبد القاهر الجرجاني، فجمع بين نثر الجاحظ،


(١) المصدر نفسه (ص ٣٤).
(٢) المصدر نفسه (ص ٣٤).
(٣) المصدر نفسه (ص ٣٤).
(٤) المصدر نفسه (ص ٣٢).
(٥) المصدر نفسه (ص ٣٢).
(٦) المصدر نفسه (ص ٨٢ - ٨٣).