للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى أن يقول:

عُسْفُ العدا دَرَنٌ فاسْكُبْ عليه دماً ... مِنَ الدّماءِ الغَوالي تَغْسِلُ الدَّرَنا (١)

ولا يَروعَنْكَ جُنْدٌ شنَّ غارَتَهُ ... على البُغاثِ فَلاقى الجُبْنَ والوَهَنا (٢)

إن الصُّقورَ إذا انْفضَّتْ تُنافحُ عَنْ ... أوْكارِها لم تَهَبْ جُنْداً ولا ثَكَنا (٣)

وعزة الأوطان غالية، وأغلى منها مهرُها الذي يتجسد في أرواح شبابها حين يتقدمون إلى ساح الوغى فداء وتضحية مع الاستعداد وإعداد العدة، فقال:

عِزَّةُ الأُمَّهِ في نَشْءٍ إذا ... نَشَبتْ في خَطرٍ كانوا فِداها

وجَناحا فَوْزِها اسْتِمْساكُها ... بِهُدى الله وإرهافُ قَناها

ولما كان شاعرنا من دعاة الجامعة الإسلامية الذين كانوا يعمدون إلى العمل السياسي المنظم الشامل، وسعوا إلى الوحدة العامة بين الأقطار الإسلامية، وكان منطلقهم الأول: أن الإسلام صالح لنهضة المسلمين المطلوبة لكل زمان،


= الأمر لا حقيقة له. قال الشاعر:
الجود والغول والعنقاء ثالثة ... أسماء أشياء لم توجد ولم تكن
وقال آخر:
ثلاثة ليس لها وجودُ ... الغول والعنقاء والودود
(١) العسف: الظلم. الدرن: الوسخ.
(٢) البغاث: طائر لا يصطاد، ولا يرغب في صيده، شرار الطير.
(٣) الثكن: جمع ثكنة: مركز الأجناد ومجتمعهم على لواء صاحبهم، وإن لم يكن هناك لواء ولا عَلَم.