للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والإسلامية من جراء تقليدها للحياة الأوربية المستجدة. وانتقد ما تقدمه المدارس الحكومية من علوم ومعارف مجافية لروح الدين، وكرَّ كرّة عنيفة على دعاة الإلحاد والتفسخ، وكشفَ مخاطر البهائية والبابية والقاديانية التي تدَّعي الإسلام، والإسلامُ منها براء.

وانتقد الرؤساء والحكام المتخاذلين والمتقاعسين لنصرة شعوبهم، وإصلاح أمر مجتمعهم؛ بحجة قوة الاستعمار وغلبته:

لاخَيْرَ في الرُّؤساءِ إنْ لَمْ يَنْهَضوا ... بالشَّرْقِ حتى يَخْلُفَ الدّاءَ الشِّفاءُ

قالوا: حَوالَيْنا غَريبٌ رُبَّما ... يُبْدي رَغائبَ قَدْ تُعارِضُ ما نَشاءْ (١)

قُلْنا: الرئيسُ الحرُّ لا يُثْنيِه عَنْ ... إِصلاحِ شَأْنِ الشَّعْبِ خَوف أوْ رَجاءُ

كان الخضر حسين في كل مناسبة يدعو إلى إصلاح المجتمع، ويحث على التمسك بعرا الدين القويم، ويستنهض الهمم، ويضرب الأمثال بالنماذج وأصحاب السير الخالدة الذين تركوا بصماتهم في الحياة، وكانوا النبراسَ المضيء لشعوبهم، كما دعا إلى الحفاظ على اللغة العربية؛ لكونها عنصراً مهماً في حياة الأمة العربية والإسلامية، وشجع على تعلم الآداب والفنون، وأرشد الأدباء وأصحاب الأقلام إلى تسخير طاقاتهم الإبداعية لخدمة مجموعتهم وملّتهم الغراء.

وبيَّن أن العلم في عصرنا واجب وفرضٌ طلبُه، واللغة العربية التي استطاعت مواكبةَ كل تطور قادرةٌ على استيعاب علوم العصر، ولا تقدُّم للشعوب إلا بالعلوم والمعارف والأخلاق والآداب والثقافة (التكنولوجيا)، والذي


(١) الغريب: يقصد به المستعمر إطلاقاً.