للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلدان عربية؛ مثل: سورية والعراق.

"وقد قضت مجلة "الهداية الإسلامية" عشر سنين متتالية، وهي تدعو إلى الخير والصلاح، وتُواصل البحث عن الحقائق الدينية والعلمية والأدبية، سالكة في جهادها سبيل الحكمة، لا تجمد عن حق، ولا يطيش لها قلم في باطل .. فكبر حجمها، كما أصبحت تحتوي على سبعة عشر باباً، يتناول فيها العلماء والفقهاء في اللغة والدين جميع القضايا التي تتصل بالإسلام والمسلمين؛ مثل: تفسير وشرح الأحاديث النبوية الصحيحة، ونشر الفتاوى والأحكام، والقيام بمقارنات بين الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية ومدى تلاؤمهما، ومكافحة بعض البدع والعادات السيئة.

وكان لهذه الأعمال الجليلة نتائجُها المثمرة؛ إذ اهتم جميع المثقفين بهذه المجلة "الإسلامية العلمية الأدبية"، فانتشرت في جميع الأوساط، وابتهج بها القراء المسلمون؛ مما مكنها من القيام بدور كبير في توجيههم وإرشادهم، وفي إصلاح المجتمع الإسلامي بصورة عامة" (١).

ويبدو أن مجلة "الهداية الإسلامية" بعثت في نفوس العلماء والكتّاب عزيمة لا تلين في مقاومة الفكر التغريبي الوافد الذي يتسلل إلى الثقافة الذاتية للأمة، ويعبث بمقدساتها، ويبث الشك والريب في ثوابتها؛ مما جعل السيد عبد العزيز بك محمد المستشارَ بمحكمة الاستئناف، وعضوَ المجلس الأعلى للأزهر يقدم اقتراحاً يقضي بإنشاء مجلة إسلامية، تساهم في تنوير المسلمين، وفضح مخططات أعدائهم، ومكافحة التيارات المنحرفة النابتة بين ظهرانيهم ..


(١) المرجع نفسه، (ص ٩٢ - ٩٣).