ولما أسندت مشيخة الأزهر إلى حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر محمد الأحمدي الظواهري، كان أول ما توجهت إليه عنايته مشروع هذه المجلة، فأخذ يدبر بجد وحكمة حتى لانت صعابه، وتهيأت بتأييد الله أسبابه .. فقرر المجلس الأعلى- بعد دراسة الموضوع - تخصيصَ مبلغ مالي ينفق على المجلة، التي تحمل اسم "نور الإسلام"، وأسندت رئاسة تحريرها إلى الشيخ محمد الخضر حسين. وذلك في (المحرم من عام ١٣٤٩ هـ = ١٩٣١ م)، ودامت رئاسته لها ثلاثة أعوام.
وقد أوضح الشيخ محمد الخضر حسين -رحمه الله تعالى- في أول افتتاحية عدد منها أسبابَ إصدارها، ومبيناً خطتها، فيقول: "خرجت هذه المجلة بعد أن رسمت لنفسها خطة لا تمس السياسة في شأن، وقصارى مجهودها: أن تعمل على نشر آداب الإسلام، وإظهار حقائقه نقية من كل لَبْس، وتكشف عما أُلصق بالدين من بِدَع ومحدَثات، وتنبه على ما دُسَّ في السنَّة من أحاديث موضوعة، وتدفع الشُّبه التي يحوم بها مرضى القلوب على أصل من أصول الشريعة، وتعنى- بعد هذا - بسِيَرِ العظماء من رجال الإسلام، وإن في سيرهم لتذكرةً لقوم يفقهون، ويضاف إلى هذا: ما تدعو فائدته إلى نشره من المباحث القيمة، علمية كانت أو أدبية ... والمجلة ليست منقطعة عن الحركة الفكرية في عصرها، بل تابعت ذلك عن ما يجيء في الصحف الأجنبية من مباحث علمية، أو مقالات تتحدث فيها عن الإسلام، غير أننا لا نضع أمام القراء مقالة في الإسلام من غير منصِف، إلا أن نصلها بما يستبين بها خطأُ كاتبها، ناقلاً كان أو مدَّعياً ...
هذا غرض المجلة، وهو -بلا ريب- غرض نبيل، وهذه خطتها، وهي