للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما عرفت خطة من يمشي على سواء السبيل، وما توفيقنا إلا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل" (١).

ويشير الشيخ محمد الخضر حسين في تقديمه العدد الأول من السنة الثالثة (المحرم ١٣٥١ هـ / مايو ١٩٣٢ م) إلى خطر الذين يتخفّون في زِيِّ المسلمين، ويتظاهرون بالدفاع عنه، من فاسدي العقيدة الذين ينشرون سمومهم باسم الباحث العلمي، فيقول: "لاحظت المجلة أن من المُضلّين مَنْ يكشف الغطاء عن سريرته، ويركب الصراحة في دعايته، ومنهم من يدس الباطل في عبارات يصبغها بما يشبه لون الحق، فيكون أثره في نفوس بعض الأحداث أشد من أثر الداعي إلى الضلالة علانية. فلم تقصُر المجلة جهادها على دفاع ما يصدع به المبطلون من آرائهم المردية، وعُنيت بنقد المقالات أو المؤلفات التي تصدر تحت اسم: البحث العلمي، أو الدعوة إلى التجديد، وهي تنطوي على روح لا يأتي على نفس غافلة إلا أطفأ نورها، وخالطها من الحيرة أو الجحود ما كان بعيداً عنها ... " (٢).

* محمد الخضر حسين ... وجهالات دعاة التنوير:

اصطدمت مجلة "نور الإسلام" منذ بداياتها بالكتابات المنحرفة عن الإسلام، والتيار الإلحادي القويّ آنذاك، الذي كان ينادي بأن يتحكم العقل والعلم في مسيرة الحياة، دون أيّ تدخّل من النصوص الشرعية، أو سيطرة للدين على شؤون الحياة.


(١) مجلة "نور الإسلام"، العدد الأول، محرم ١٣٤٩ هـ / ١٩٣٠ م، المجلد الأول.
(٢) محمد محمد حسين، الاتجاهات الوطنية ... مرجع سابق، (ص ٣٢٦).