شعارات توهم الغافلين أنها من صميم القرآن، وحقائق التشريع، وهم -في حقيقة الأمر- من الدجاجلة المفسدين الذين ادّعوا كذباً وزوراً أنهم مهبط الوحي، وأنبياء العصر، ورسل رحمة للعالمين، فكتب -رحمه الله- كتاباً فضح فيه ثلّة من هؤلاء، وهم "طائفة القاديانية"، وذكر في مقدمته:
"لقد دلنا التاريخ الصادق أن الدين الحنيف يُبتلى في كل عصر بنفوس نزّاعة إلى الغواية، فتتنكب عن الحقائق، وتمشي في تحريف كلمه مُكبّةً على وجهها، وليس هذا الإغواء بمقصور على من يدّعون التفقه في الدين، ولم يتفقهوا؛ ككسر من زعماء الفرق المنحرفة على الرشد، بل يتعداهم إلى فئة تسول لهم نفوسهم ادعاء أنهم مهبط الوحي، وأنهم يتلقون ما يقولونه بأفواههم من الله تعالى بدون وسيلة كتابه الحكيم، وحديث رسوله الكريم. . . ومن هذا الصنف غلام أحمد مبتدعُ النِّحلَة القاديانية، وكثيراً ما وردتنا رسائلُ من البلاد العربية وغيرها؛ كأمريكا يسأل كاتبوها عن أصل هذه النحلة، ومبلغ صلتها بالإِسلام، وبالأحرى: بعد أن ظهر المقال الذي كشفنا فيه الغطاء عن النحلة البهائية، ونشرناه في الجزء الخامس من المجلد الأول من مجلة "نور الإِسلام"، ووردتنا رسائل أخرى مطوية على ما يصرح به دعاة هذه النحلة من الآراء، ويقترح مرسلوها نقد هذه الآراء، وتحذير المسلمين من الوقوع في مهالكها، ولم نشأ التعرض للكتابة في شأنها قبل اليوم؛ إذ لم يكن لدينا من كتب أصحابها ما نطلع به على أساسها، ونعرف منه حال واضعها.
وقد انساق إلينا اليوم من كتب مبتدعها غلام أحمد، وبعض دعاتها ما جعلنا على بينة من أمرها، وها نحن أولاء نضع أمام حضرات القراء فصولاً فيما تقوم عليه هذه النحلة من المزاعم الخاطئة، ونلقي عليهم كلمات في