السادة الأساتذة، وكان على رأسهم الأستاذ عبد المجيد اللبان -كما قال الدكتور توفيق- على أن الأساتذة أو اللجنة عندما ناقشت الرجل، وسمعت منه ما طرحه في الكتاب من آراء، ومن نظرات، ومن آفاق للغة العربية، ومن رؤى ثاقبة، قال رئيس اللجنة: هذا بحر لا ساحل له، فكيف ندخل معه في لجاج، أو كيف ندخل معه في حجاج؟! هذا اعتراف من اللجنة، ومن رئيس اللجنة على أن كتاب "القياس في اللغة العربية" كتاب فريد من نوعه، ومن حسن الحظ أن الجزائر شاركت في طبعه، وهي الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، وأنا عندي نسخة منه، قرأته مرات عديدة، هذا الكتاب جدير بالقراءة للمتخصصين، وغير المتخصصين.
المذيع: أعود إلى الأستاذ علي الرضا الحسيني.
العلماء، أو أغلب العلماء يُزَجّ بهم في السجون، فضيلة الشيخ محمد الخضر حسين كان قد زُجّ به في السجن، هلّا حدثتنا عن هذا؟
الحسيني: زُجّ به في السجن في عهد السفاح جمال باشا، وكان الشيخ في مجلس علمي، ويظهر أن أحد المحامين من مدينة طرابلس بلبنان كان حاضراً هذا المجلس، وتحدث عن تشكيل ناد، أو بمعنى جماعة لمقاومة الخلافة العثمانية، أو مقاومة الحكم، هذا الخبر انتقل إلى البوليس التركي، فألقي عليه القبض، وزُجّ به في السجن. وكان السجن في مدينة دمشق، في (خان مردم بك)، وهو الآن سوق تجاري وكان من رفاقه في السجن: المرحوم الرئيس شكري القوتلي رئيس أول جمهورية في عهد الاستقلال، وسعدي بك الملا، وفارس الخوري رئيس الوزراء، وأقام في السجن مدة ستة أشهر، أو يزيد، وما اشتكى من اضطهاد أو تعذيب أو قلة طعام، وإنما اشتكى من