للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متناقضين، والاثنان سلبيان، أحدهما: الغرب الذي كان يشكك في الحضارة العربية الإسلامية واللغة، وله أنصاره، والتيار الآخر: التقليد والانغلاق. هناك تياران متناقضان، وليسا في صالح الأمة العربية الإسلامية؛ لأنه إذا انتصر أحدهما على الآخر -لا سمح الله- لا يمكن لهذه الأمة أن تواصل وتحافظ على هويتها. طبعاً جامع الزيتونة جامع معروف، ولكن الإطار الزيتوني وقتها كان إطاراً تقليدياً، ولذلك نجد الشيخ الخضر حسين اعتبرها قضية جوهرية، ومع علاقته بالطاهر بن عاشور، هما كانا معاً يقودان هذا التيار، وهو تيار للمطالبة بإصلاح التعليم الزيتوني، كان هذًا الهاجس هو تطوير التعليم، درس في جامع الزيتونة، ولكنه وجد أن هذا الإطار إذا بقي على هذه الصورة، لا يمكن أن يساهم في التطوير والمحافظة على الهوية، خاصة إزاء هذه الهجومات من جانب الاستعمار الغربي، وما حوله من مثقفين وأنصار، ومن جانب أن الإطار التقليدي ليس قادراً على هذه المواجهة. هنا يأتي دوره في إصلاح النظام التعليمي.

أعطيك مثالاً: وهو ما زال في طور الدراسة، وجه الشيخ الخضر رسالة، قال: لماذا الإنشاء غير موجود في التعليم؟ وأهمية القلم عنده في توجيه الإصلاح أساسية؛ لأن الذي ساعده في الإصلاح هو الإنشاء والتحرير والكتابة الجيدة.

المذيع: نتحول إلى الدكتور نجيب بن خيرة من جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة. ربما حتى لا أقول بأن الرجل كان متصلباً، بل كان متشبثاً بأسلوب فكره، وبهويته، وبدفاعه عن القضية الإسلامية. لذلك زُجَّ به في السجن، أليس كذلك؟