الدكتور بن خيرة: زُجَّ بالعلماء في السجون في أواخر الحكم العثماني في بلاد العالم الإسلامي، وخاصة في مصر والشام، وليس الشيخ محمد الخضر حسين لوحده. كثير من العلماء بقسنطينة عارضوا نماذج رديئة للحكام العثمانيين الأواخر، الذين كانت سياستهم السبب في سقوط الخلافة العثمانية الإسلامية. وهذا السجن ضريبة يدفعها كل عالم حر، وكل أبيٍّ شهم، عندما يعرض آراءه بقوة، ويريد أن يواجه تيارات التغريب، بل الامتيازات التي كانت تعطى للدول الأجنبية في العالم الإسلامي، هذه الامتيازات التي وقف ضدها العلماء الأحرار؛ لأن هذه الامتيازات الأجنبية هي التي كانت في العالم الإسلامي مطايا ذُلُلاً ركبها الاستعمار، ودخل بها، ووجد الأبواب مشرعة أمامه للدخول إلى بلاد العالم الإسلامي.
لذلك؛ الشيخ محمد الخضر حسين، سواء في بلاد الشام، أو غيرها، ظل صليب الرأي، شامخاً في مواقفه؛ مما جعله يدفع ثمن ذلك بدخوله إلى السجن في بلاد الشام، وهي فترة ليست طويلة جداً، وإنما هي فترة قليلة، بعدها غادر إلى مصر، واستقر به المقام هناك. كانت مصر أكثر حرية من بلاد الشام من ناحية التيارات الفكرية والوطنية والثقافية، والرأي والرأي الآخر.
الدكتور الطالبي: اتهم في الشام بالمؤامرة ضد السلطة التركية، مع أنه -في واقعه- يريد أن يجمع بين العرب والأتراك، ويتشبث بالخلافة العثمانية، ويدافع عن الجامعة الإسلامية، ولكن هذا خلط للأوراق، واتهم باطلاً.
المذيع: نتحول إليكم الأستاذ محمد الهادي الحسني: بما أنكم إعلامي،