الشيخ محمد الخضر حسين ربما إتقانهُ لثلاث لغات -كما بلغتي أمس: أنه يتضمن اللغة الألمانية، والتركية، والفرنسية- هذا ما مكنه على التفتح على الحضارة الغربية، والإعلام الغربي، وما جعل هذا الرجل يكون متمكناً إعلامياً؟
الأستاذ الحسني: هو هكذا -كما أشار الإخوة - هو لم يهيئ نفسه ليكون إعلامياً؛ كما أنه لم يقرأ عن الإعلام ... القضية في رأيي ليست قراءة فن من الفنون، فالإنسان إخلاصُه، وإيمانه بالقضية التي يدافع عنها، وإخلاصه لها. ولذلك لو غير الشيخ الخضر حسين، ربما يستنكف أن يعترف بأنه ينهج نهجاً خاطئاً. أما الشيخ - الخضر، انتقد نفسه عندما حضر درس الشيخ عبد القادر المجاوي في "جوهرة التوحيد" ماذا يقول؟ يقول: نستحسن من دروس هذا الشيخ: اقتصاره في كل فن على تقرير مسائله التي يشملها موضوعه، وعدم خلط بعضها ببعض، وقد كنت -عافاكم الله- ممن ابتلي درسه باستجلاب المسائل المختلفة الفنون، وأتوكأ على أدنى مناسبة، حتى أفضى الأمر إلى أن لا أتجاوز في الدرس شطر بيت من "ألفية ابن مالك" -مثلاً-، ثم أدركت أنها طريقة منحرفة المزاج، عقيمة عن الإنتاج، وأقلع عنها.
فالرجل كان بين أمرين: الشيء الذي يهمه، وأعز شيء عنده هو الإسلام، ولغة هذا الإسلام، ويرى أن هذا الشيء العزيز الثمين النفيس يتعاوره خصمان: خصم من الداخل، والآخر من الخارج، وكلا الخصمين -حتى الخصم الداخلي- مدعوم من الخارج الذي هو ذو بأس شديد. عندما يجد (مارسينيون) إلى جانبه في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ويكيد للغة العربية.