للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وربما تلقى عبد الكريم الخطابي توجيهات، أو ربما نصائح من قِبَل الشيخ الخضر حسين، وحتى إن الشيخ الخضر كتب كتاباً عن تاريخ الاحتلال في تونس، يبدو لي أن الرجل كان سياسياً -أيضاً-؟

الدكتور عويمر: نعم، بالنسبة للشيخ محمد الخضر حسين، أنا لا أقول: سياسي، وإنما أقول: المصلح السياسي، أو المفكر السياسي. وهو لم يؤسس حزباً، ولم يدخل الانتخابات، وإنما كان يطرح أفكاراً سياسية، ويدافع عن إصلاح السياسة. وكان أستاذ السياسة الشرعية في جامعة الأزهر عدة سنوات.

واهتمامه بقضايا المغرب العربي، سواء بالاحتلال البريطاني لليبيا، أو بحرب الريف في المغرب، أو مؤتمر أفخارست في تونس، أو الاحتفالات بالذكرى المئوية في الجزائر، والظهير البربري في المغرب عام ١٩٣٠ م، كل اهتماماته بهذه القضايا ليست اهتماماً بما تحمله هذه الكلمة من معنى، وإنما السياسة جزء من نشاطه، بمعنى: أنه يقدم تصوراً لهذه القضايا، ويساندها. لا يساندها فقط بخطاب، أو كلام مكتوب في الجرائد أو الكتب، وإنما أيضاً بتأسيس جمعيات. فهو عندما أسس جمعية "الهداية الإسلامية" في القاهرة في جانفي ١٩٢٢ م، وأسس (جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية)، هذه المؤسسات جعلها منابر لكل الزعماء السياسيين المغاربة، وغيرهم الذين كانوا في مصر، ومن بينهم: الحبيب بورقيبة، الذي عندما دخل مصر اعتُقل للتأكد من جنسيته، فتدخل الشيخ محمد الخضر حسين، وكان عنده وزن لدى السلطة المصرية، فأفرج عنه، وكان يبيت في دار الشيخ حتى هيا له مكاناً للإقامة.

و-أيضاً- الشيخ محمد الخضر حسين هو الذي استقبل الزعيم عبد الكريم