للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكن الشيخ لم يكن له آثار علمية كبيرة كأولاده -مثلاً- الذين تفرغوا للكتابة. هؤلاء الرجال الصالحون -غالباً- ما يكتفون بالتوجيه في اللسان. هذه الرسالة طويلة، ولكن أحب أن أقدم بعضاً منها.

الأستاذ صيد: هذه الرسالة أين نشرتها؟

الأستاذ الحسيني: نشرتها في كتاب: "أعلام زاوية مصطفى بن عزوز"، وجعلته هو من أحد الأعلام. وأغلب أعلام زاوية مصطفى بن عزوز هم جزائريون، ومن ولادات الجزائر، إلا النادر منهم.

ما كان هناك فرق بين تونس والجزائر، أو بين "نفطة" و"بسكرة"؛ أعني: أن الواحد كان يغادر صباحاً إلى نفطة، ويتغذى، ويعود إلى واد "سوف"، ويتعشى، ويبيت في "طولقة"، أو "بسكرة"؛ لقرب المسافة، وطبيعة وحدة العشائر.

وجدت كثيراً من العائلات في "نفطة" من أصول جزائرية من "بسكرة"، يأتي أحدهم، ويتزوج من بسكرة، ويعيش في نفطة، أو العكس. هناك علاقات وثيقة بين البلدين، وكأنهما مدينة واحدة. وبودّي أن تتم التوءمة بينهما.

الأستاذ صيد: هذه الرسالة كم عدد صفحاتها؟

الأستاذ الحسيني: عدد الصفحات لا تتعدى العشرين، هذه الرسالة وجدتها ناقصة، ويقول أبو القاسم سعد الله: إنه وجدها كاملة في مخطوطات المغرب.

الأستاذ صيد: ولكن الأستاذ أبا القاسم سعد الله ينسبها إلى الأب، وهو علي بن عمر.