العالم من دمشق إلى إستنبول إلى برلين، وكان جهاده الكبير فيها، وهذا يحتاج إلى شرح طويل، ثم عاد إلى دمشق، وانتقل إلى القاهرة، وإذ به يصبح شيخاً للأزهر، وهذا دليل على أن الله تعالى يكرم أولياءه في حياتهم، إلى جانب ما هو مكتوب لهم من الجزاء في الآخرة.
الأستاذ صيد: يذكر الأستاذ نويهض في كتابه: أن للشيخ الحسين كتاباً آخر اسمه: "دقائق النكت".
الأستاذ الحسيني: لم أطلع على هذا الكتاب، وإن كان قد سمعت به.
الأستاذ صيد: إن للشيخ الحسين تراجم في كثير من الكتب، له ترجمة في كتاب "معجم المؤلفين"، وغيره، وهذا دليل على أنه علم من الأعلام.
الأستاذ الحسيني: الشيخ الحسين علم من أعلام التصوف في عصره، وهو معروف.
الأستاذ صيد: يعني: أنه جمع بين العلم والتصوف.
الأستاذ الحسيني: أقول: إنه في التصوف أكثر، من أجل أن نكون صادقين في جلستنا.
هو رجل صالح فاضل، تقي نقي، إنما هو في التصوف متعمق، بينما أولاده أحرزوا التقدم البعيد في العلم، والإمام محمد الخضر حسين انتقل إلى دمشق سنة ١٩١٣ م مع كافة العائلة، ووضع هدفه أن تكون القاهرة إقامته، وميدان نشاطه العلمي والسياسي، وأن خاله الشيخ محمد المكي بن عزوز كان قد سبقه في الهجرة إلى إستنبول، ووصل إلى رتبة علمية عالية، كادت أن توصله إلى شيخ الإسلام في تركيا، وكان مدرساً في دار الحديث