التي هي بمثابة جامعة إستنبول اليوم، كما كان مدرساً في جامع (الفاتح)، ومساجد أخرى، وكان مقرباً من السلاطين من ناحية الاستشارات الدينية هو والشيخ إسماعيل الصفايحي، والشيخ صالح الشريف.
الأستاذ صيد: نعود الآن إلى أبناء الشيخ الحسين، من هم الأبناء الذين تركهم؟
الأستاذ الحسيني: منهم: الشيخ محمد الجنيدي، رجل فاضل صالح، وهو مدفون هنا في "طولقة" في زاوية سيدي علي بن عمر، والرجوع إلى الأصل فضيلة إن لم نقل فريضة، وأعتقد أن أغلب الشيوخ الذين هاجروا كانوا يرغبون بالعودة إلى المغرب، وكثير منهم عاد إليه، لكن إذا ارتبط بأسرة خارج المغرب، ولا سيما إذا استولد أولاداً، صار من الصعوبة العودة إلى بلده الأصلي.
ثم من أبناء الشيخ: الإمام محمد الخضر حسين، الذي وصل إلى إمامة الأزهر.
والأخ الآخر هو: الشيخ محمد المكي بن الحسين، عالم اللغة الشهير، وقد أصدرتُ له ثمانية كتب في اللغة من تأليفه، كان ينشر في الصحافة التونسية والمصرية، ولاسيما في مجلة "الهداية الإسلامية".
والشيخ المكي بن الحسين أقام أربع سنوات في دمشق، ودرّس في المعهد السلطاني، وله دراسات في بعض مجلات دمشق، وكلها دراسات لغوية، ولم يكتب بغير اللغة، كانت كل أبحاثه منصرفة إلى اللغة.
لقد زرت مرة تونس، وسألت: أين آثار العم الشيخ المكي بن الحسين؟ فقيل لي: في مدرسة في سيدي البشير، وهو حي من أحياء تونس، وقد ضاقت