لقد فارق عالمنا هذا إلى العالم الآخر، وقد ترك من جليل الأعمال والآثار الشيء الكثير الكثير؛ مما أغنى المكتبة العربية والإسلامية، وبالتالي حضارة هذه الأمة بكنوز لا تفنى، وموارد لا تنضب.
حرصنا في هذه المناسبة - الذكرى الخمسون لوفاة العلامة محمد الخضر حسين - على التعريف بإيجاز شديد بهذه الشخصية التي نشأت على أرض تونس - بنفطة - وواصلت حياتها بثبات ومثابرة جعلتها تبلغ أعلى الدرجات العلمية في مجالات عديدة، في مغارب العالم العربي والإسلامي ومشارقه.
على أن هنالك جوانبَ عديدة تستحق الإشارة والتحليل إزاء هذه الشخصية، وخاصة منها الجوانب التي حولها خلاف بين الباحثين، منها: جنسيته، علاقته بالزعيم الحبيب بورقيبة، وموقفه من الإصلاح الاجتماعي والديني والسياسي، نضاله السياسي ... إلخ.
لكن المجال لا يسمح بذلك، وفي الوقت نفسه نرى لزاماً علينا للأمانة والتاريخ ضرورة الإشارة إلى بعضها على الأقل، وبإيجاز شديد، وتوضيح القليل مما يشوبها من غموض.
* الخضر حسين والزعيم بورقيبة:
مرت العلاقة بين الزعيم التاريخي الحبيب بورقيبة والعلامة الزيتوني الأزهري محمد الخضر حسين بحالات مد وجزر، تعود أسبابها إلى عوامل عديدة لا يسمح المجال بتعدادها وتحليلها، لذلك سنكتفي بالإشارة إلى ما يلي:
تناول بورقيبة شخصية الخضر حسين بالحديث في مناسبات عديدة