للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومختلفة، أحياناً بالاحترام والتقدير، وأحياناً أخرى بالتنقيص والاحتقار -مع الأسف-.

والمهم في هذا الإطار: أن أول مناسبة جمعت بين الرجلين كانت زيارة بورقيبة إلى المشرق، وتوقفه بمنطقة السلُّوم على الحدود الليبية المصرية، وعدم تمكنه من دخول الأراضي المصرية؛ لجهل حرس الحدود المصريين بالزعيم الوطني التونسي في تلك الفترة، وإشارته لهم بمعرفته بالشيخ التونسي الخضر حسين، ونظراً إلى العلاقة المتينة التي كانت تربط وقتئذ وزير الداخلية المصري وبين الخضر حسين، وضمان علامتنا في زعيمنا الوطني، ومساندته له، تمكن بورقيبة من دخول مصر، والاتجاه إلى بيت الخضر حسين.

وخلال زيارتي إلى القاهرة (جانفي ٢٠٠٨ م) أكَّدت لي شخصياً زوجةُ الخضر حسين الأخيرة: أنهما استقبلوا الزعيم بورقيبة في بيتهم ليلاً، وبقي معهم عدة أيام إلى أن أوجدوا له مقراً للإقامة، كما أكدت لي: أن الشيخ الخضر كان شديد الاحترام والتقدير للزعيم الوطني والمناضل الكبير الحبيب بورقيبة.

لكن هذا التقدير المتبادل لم يستمر على هذه الحال، ونترك التفاصيل التاريخية والدينية إلى الفصل الذي سنخصصه لهذه القضية في الطبعة الجديدة القادمة لكتابنا عن الخضر حسين.

ومن بين هذه التفاصيل: ما دار في اللقاء الذي دعانا إليه الزعيم بورقيبة إثر صدور كتابنا المذكور سنة ١٩٧٤ م، والذي حضره نخبة من الجامعيين التونسيين، نذكر منهم: أساتذتنا وأصدقاءنا الأفاضل: المنجي الشملي، وعبد القادر المهيري، وجعفر ماجد ... إلخ، إضافة إلى السيدين المحترمين: