للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشاذلي القليبي، ومحمد الصياح.

على أن ما يمكن الإشارة إليه بايجاز شديد جداً في هذه المناسبة هو: أن ما سمعناه مباشرة من الزعيم بورقيبة عن الإسلام وشيوخه، والخضر حسين أحدهم، وهو موضوع اللقاء، يساهم إلى حد كبير في توضيح الكثير من الجوانب؛ مما يجعل ما نقرؤه حالياً من تحاليل وكتابات عن بورقيبة والإسلام يحتاج إلى كثير من التصحيح والتدقيق ... وهذه قضية أخرى قد نعود إليها في مناسبة لاحقة.

وعودة إلى العلاقة بين بورقيبة والخضر حسين: فبرغم تأرجح موقف الزعيم من العلامة الزيتوني الأزهري بين التقدير والاحترام والإشادة حيناً، ومحاولة الاستنقاص حيناً آخر، فإن بورقيبة لم يتردد بمجرد علمه بوفاة الخضر حسين من تكليف سفير تونس بالقاهرة السيد الطيب السحباني وقتئذ من السعي إلى نقل رفات المرحوم لدفنها بتونس، لكن وصية الخضر حسين بدفنه بجانب صديقه الحميم أحمد تيمور بمقبرة التيمورية بالقاهرة حالت دون ذلك.

* المحافظ "المصلح":

من الجوانب الخلافية بين الباحثين: موقع العلامة الخضر حسين من الإصلاحيين والمحافظين في المجتمع الإسلامي، فهل هو محافظ متزمت منغلق ومتعصب، وبالتالي هو معارض عنيد لكل إصلاح ديني واجتماعي وسياسي في المجتمع الإسلامي، أم هو مصلح يمكن اعتباره من بين المصلحين العاملين على تطوير الأمة الإسلامية في مختلف المجالات الدينية والاجتماعية والفكرية والسياسية؛ مثل: الأفغاني، وعبده، وخير الدين التونسي، والطاهر الحداد؟