جوار حي المواعدة، وتجلى هذا الاعتزاز بتكوين جمعية سنة ١٩٤٧ م هي (جمعية شباب الخضر حسين النفطي)(هكذا)، والتي كانت تُعنى بالتلاميذ والطلبة المعوزين، ويمساعدتهم على مواصلة دراستهم في أحسن الظروف.
كما تجلى هذا الاعتزاز بحدث لن أنساه أبداً، وهو: أننا بعد أسابيع قليلة من وفاته -رحمه الله- في ٢ فيفري ١٩٥٨ م، قمنا نحن تلاميذ تلك الفترة بتنظيم ندوة ألقيتُ فيها بحثاً عن حياة هذا العلامة، وهي أول محاضرة ألقيتها في حياتي، ولم أتجاوز ٢٠ سنة ... وحضرتها نخبة مدينة "نفطة", وفي مقدمتهم: المعلمون الذين درسنا عنهم في المرحلة الابتدائية، وما زلنا نذكرهم بكل الاحترام والتقدير.
ولا شك أن هذا الاعتزاز هو الذي دفعني إلى إعداد بحث جامعي - بإشراف الأستاذ الفاضل المنجي الشملي - عن هذا العلامة، والذي صدر في كتاب سنة ١٩٧٤ م.
وفي ختام هذا المقال التعريفي - بمناسبة الذكرى الخمسين لوفاة محمد الخضر حسين - يجدر التأكيد على: أن هذا العلامة مثلُ علامتنا التونسي النشأة والتكوين الأساسي ابنِ خلدون، وأمثالهما كثيرون، وخاصة بين الشعبين الشقيقين تونس والجزائر، وما يجمعهما من تواصل تاريخي ونضالي وثقافي، اهتم به المثقف الموسوعة الدكتور محمد صالح الجابري، الذي نعتبره - دون منازع - المرجعَ الثقة في هذا المجال، ومؤلفاته وأبحاثه الغزيرة والممتعة لأكبر دليل على ذلك، منها - على سبيل المثال لا الحصر -: (النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس ١٩٠٠ م - ١٩٦٢ م)، الصادر بكل من تونس والجزائر سنة ١٩٨٣ م.