للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالتدريس في جامع الزيتونة، وفي المدرسة الصادقية، ثم دخل ميدان الإعلام ١٩٠٤ م، فأصدر مجلة "السعادة العظمى"، وهي أول مجلة عرفتها تونس في تاريخها الحديث. ثم تولى ١٩٠٥ م مسؤولية القضاء. وكان الشيخ إلى جانب هذه المهام يسهم في الميدان السياسي، ما جعله عرضة لمضايقات سلطات الاحتلال الفرنسي في تونس، فاضطر للارتحال إلى الشرق العربي، فنزل بدمشق الشام إبان الحرب العالمية الأولى، ولم يلبث أن اندمج فيها بحركة النهضة العلمية والفكرية والسياسية، فجعله ذلك متابعاً من سلطات جمال باشا حاكم دمشق، فزجَّ به في السجن، ولم يخرج منه إلا بعد عام ونيف، ثم سافر إلى ألمانيا. وفي أعقاب الحرب رجع إلى سورية، واستأنف بها نشاطه العلمي والإصلاحي، فعين عضواً بالمجمع العلمي العربي في دمشق، وقد أدى به نشاطه ذلك أن حكم عليه الاحتلال الفرنسي في سوريا بالإعدام ١٩٢٠ م. فنجاه الله من ذلك.

فارتحل إلى مصر، والتحق بالأزهر الشريف، فنال منه الشهادة العالمية ١٩٢٨ م، وعين على إثر ذلك أستاذاً به في كلية أصول الدين.

اندمج الشيخ فيما تشهده مصر يومئذ من حركة علمية وفكرية نشطة، فأسس في السنة نفسها "جمعية الهداية الإسلامية"، ثم عين ١٩٣٢ م عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. تفرغ في هذه الفترة إلى تأليف مجموعة من المصنفات، أسهم بها فيما يجري يومئذ في مصر من مناقشات وحوارات في الساحة الفكرية والأدبية.

وكان من بين مؤلفاته: كتابه "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم" ضَمَّنه نقدَه لكتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبد الرازق.