١٨٨٧ م) على كبار الشيوخ، ومنهم: خاله الشيخ محمد المكي بن عزوز، وسالم بوحاجب، وعمر بن الشيخ، ومحمد النجار، وتحصل على شهادة التطويع سنة (١٣١٦ هـ - ١٨٩٨ م).
ويلاحظ أن النشاط العملي الكبير الذي بذله إثر تخرجه من جامع الزيتونة يدل على أن هذا الرجل صاحب طموح كبير، فلم يقنع بالعمل في الإدارة والاستقرار فيها، بل اختار سبيلاً وعرة في حياته.
فهو -بالإضافة إلى الجهد العلمي الذي كان يبذله في سبيل نشر المعرفة عن طريق الدروس التي كان يلقيها على الطلاب الزيتونيين- لم تثنه عن خلق وسائل أخرى أكثر تأثيراً وانتشاراً؛ فقد أسس مجلة "السعادة العظمى" في شهر أفريل ١٩٠٤ م، وهي موضوع محاضرة الأخت نجاة بوملالة في هذه الندوة.
وقد تولى في أثناء تعيينه قاضياً في "بنزرت" الخطابةَ والتدريس بجامعها الكبير؛ لرغبته أن يكون دائماً على صلة بالناس مباشرة، كما ألقى في المدة محاضرته الشهيرة:"الحرية في الإسلام" بنادي (جمعية قدماء الصادقية) سنة ١٩٠٦ م، ونالت اهتمام جميع الأوساط الثقافية في ذلك العهد، واستقال من القضاء للعودة إلى التدريس بجامع الزيتونة، وكلفته إدارة الجامع بالإشراف على تنظيم المكتبة ضمن لجنة للقيام بهذا العمل، كذلك نجده ضمن شيوخ جامع الزيتونة الأوائل الذين تزعموا حركة إصلاح التعليم بتأسيس جمعية (تلامذة جامع الزيتونة) سنة (١٣٢٤ هـ - ١٩٠٦ م).
تبين من ذلك: أن الشيخ محمد الخضر لم يقصر نشاطه على التدريس، بل كان له نشاط اجتماعي وثقافي، يتمثل بإلقاء المحاضرات، مثل محاضرته: