قيمة هذا البيت على ما شهر به الشيخ محمد بن عزوز من الورع والصلاح، والقدم الراسخة في السلوك الشرعي؛ إذ تخرج على الصوفي الأشهر الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأزهري الجزائري، ناشرِ الطريقة الرحمانية الخلوتية، وعمَّ ذكر فضله بانتشار الطريقة التي عظُمت بها سمعته، وعلت شهرته".
كما كتب الشيخ محمد الفاضل بن عاشور -رحمه الله-:
لقد أخذ الشيخ مصطفى العلم عن والده، وعن شيوخ كبار، أخذ عن محمد الأمير أحدِ شيوخ الأزهر الشريف، وإبراهيم الباجوري، ومحمد بن علي السنوسي مؤلفِ الطريقة السنوسية، وغيرهم.
هذا ما جاء في كتاب الأستاذ عبد المنعم القاسمي -وهو حاضر معنا- عن "أعلام التصوف في الجزائر"، وهو من العائلة القاسمية الفاضلة.
تعلم الشيخ مصطفى، وأخذ طريقته الرحمانية عن شيخه سيدي علي بن عمر الطولقي جد الشيخ الخضر؛ إذ بعد وفاة الشيخ محمد بن عزوز دفن في زاويته بالبرج، وما زالت الزاوية حتى الآن يؤمها المصلون والزوار، وهي عامرة بالصلاة والذكر. بعد وفاة والده، ويوصاية منه، اعتنى به شيخه سيدي علي بن عمر، وانتصب في زاوية والده بالبرج، ثم دعاه شيخه، وألح عليه بالهجرة إلى تونس -كما ذكره الشيخ عبد الرحمن بن الحاج بن علي بن عثمان ابن علي بن عمر في كتابه "الدر المكنوز في حياة سيدي علي بن عمر، وسيدي ابن عزوز" لنشر الطريقة الرحمانية في هذه الربوع، زيادة عن البحث عن ملجأ للثوار الجزائريين. فاختار الشيخ مصطفى بن عزوز "نفطة" موطناً لعائلته؛ لقربها من الحدود الجزائرية، ولِبَثِّ الطريقة الرحمانية، ولأهداف بعيدة المدى، منها: مساعدة المجاهدين في الجزائر.