يقول الشيخ إبراهيم خريف في كتابه "المنهج السديد في التعريف بقطر الجريد":
"وورد على بلدة "نفطة" من بلاد الزاب مهاجراً، القدوةُ المرشد، صفوةُ البررة، وخلاصة الصالحين الخيرة، صاحبُ المآثر العديدة، والأخلاقِ الحميدة، الشيخُ سيدي مصطفى بن عزوز، فاستوطن مع عائلته وعددٍ كبير من أتباعه وأشياعه، فأقبلت عليه البلاد، وهرعت إليه العباد، يلتمسون بركته، ويستمدون فيوضاته. ثم أحدث زاويته المشهورة، المشتملة على عدد كبير من المساكن لإيواء الواردين عليه من كل صُقْع، وإنشاء مطابخ لإطعام كل مَنْ يرد مِن أبناء السبيل وغيرهم".
أقام في "نفطة" مدرسةً مهمة لتعليم القرآن الكريم وحفظِه، مع تعليم كافة العلوم الأخرى، وجهز بيوتاً لإقامة طلاب العلم، وأحضر من كبار الشيوخ للتدريس، ومنهم: العلامة محمد المدني بن عزوز، والفقيه العالِم أبو العباس أخو الشيخ مصطفى، والشيخ محمد بن حمادي، وجلب من "قفصة" العالم الشيخ أحمد السنوسي بن عبد الرحمن القفصي، ومن "توزر" العلامة إبراهيم بو علّاق التوزري، والشيخ محمد بن عزوز، والشيخ أحمد الأمين بن عزوز، والشيخ التارزي بن عزوز، وكثير غيرهم من الفضلاء الأجلّة.
فما هي الطريقة الرحمانية التي جاء لبثِّها؟
الطريقة الرحمانية هي طريقته، وطريقة والده، المنبثقة عن الطريقة الخلوتية التي أسسها سراج الدين الخلوتي المتوفى في "تبريز" ٨٠٠ هـ، وهي ترجع إلى فرع من فروع السهروردية وترجع بالطبع إلى الإمام علي -كرم الله وجهه-.