للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباي الأمان على يد أمير المحلة، وخفف عنكم أكثر مما يُظن، إلى غير ذلك مما تفضل به عليكم خشيةَ إراقة الدماء.

وقال لعلي بن غذاهم: "أنت لستَ بقائمِ تطلب ملكاً، وزعمت أنك جامعُ عصابة شاكية لكفِّ عادية جهالها، وقد زال السبب، فلابد أن يزول المسبب، وقد عطلتم الناس عن السعي في ابتغاء رزقهم".

"وبلّغ الشيخ مصطفى الناس أوامر الباي في الأمان، وإسقاط ما ثقل من الأوامر، فانقادوا معه، بعد أن عقد الباي يده بيد الشيخ، وعاهده على الوفاء بالعهد في أمان الناس ظاهراً أو باطناً، ووثق الشيخ بهذا العهد". ثم جرى ما جرى من نقض العهد، وقتل ابن غذاهم.

يقول الأستاذ علي الرضا الحسيني في كتابه "زاوية مصطفى بن عزوز": "إن الشيخ مصطفى بن عزوز بصفاء سريرته، ونقاء نيته، لا يعرف أن السياسة في الملك لها طرقها وأساليبها، وأن العهود والعقود لا تعني شيئاً للحاكم إلا بمقدار ما تحفظ له سلطته، وتحقق له غاياته، حتى ما إذا تمكن من مراده، وحصل على مقاصده، تنكر لما عاهد به دون أي عناء. وكان الذي تمَّ من نقض عهد الدولة، ومآل علي بن غذاهم".

ولابد من الإشارة إلى جهاد الشيخ مصطفى بن عزوز في مقاومة الفرنسيين بالجزائر، وهذا يحتاج إلى متسع من الوقت. كما يحتاج إلى مراجعة المؤرخين والباحثين في الملفات لذلك العهد. وهذه مهمة جداً في تاريخ الشيخ المجاهد الصالح.

وما أحوجَنا إلى ندوة خاصة تقوم بها (الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول التراث الفكري التونسي) حول الشيخ مصطفى بن عزوز،