بعد أن توفرت هذه المدونة بأصنافها المتنوعة: رسائل جامعية، ومذكرات، وسائر الدراسات، هذه المدونة توفرت، ووقع إثراؤها خلال عشرين سنة الماضية، الآن المرحلة القادمة، وأعتقد أنه ضمن المرحلة القادمة تندرج الدراسات المستقبلية عن العلامة الشيخ محمد الخضر حسين.
المرحلة القادمة هي القراءة الجديدة لهذه المدونة في ضوء مناهج البحث الجديدة، التي وصلت إليها - هذه المناهج الجديدة لدراسة القضايا الاجتماعية والفكرية.
اسمحوا لي أني توقفت عند هذه الملاحظة، ربما تساعد بعض الباحثين الجدد الذين يهتمون بهذه الجوانب.
أصل الآن إلى موضوع الفكر الإصلاحي، وعلاقته بمشروعات التحديث في المجتمع العربي الإسلامي، ابتداء من منتصف القرن التاسع عشر إلى ما بعد ذلك، إلى المرحلة التي عاشها وناضل من خلالها المرحوم محمد الخضر حسين.
من أبرز دراسة ملامح هذا الفكر الإصلاحي عادة، إلى جانب النصوص، وإلى جانب الصحافة من المراجع التي عدتُ إليها هي: رحلات هؤلاء الروّاد، رحلاتهم إلى أوروبا، يكتشف المرء -في نظري- في النهاية بعد دراستي لنصوص هذه الرحلات، يشعر أو يلمس في يسر هذه الرحلات، كتبوا هذه الرحلات وهم هادفون، كتبوها عن وعي، ليست مجرد تسجيل رحلات.
نأخذ -مثلاً- رحلة الطهطاوي "تخليص الابريز" في رحلته إلى باريز، أو "أقوم المسالك" لخير الدين، أو ما كتبه الشيخ أحمد بن أبي ضياف في رحلته مع أحمد باي إلى فرنسا سنة ١٨٤٦ م، أو فارس شدياق في كتابه