تبحث فيه؛ كالمجلات الغير اليومية، وهذه شرفها بمقدار شرف ما تبحث فيه، وهي صحافة جليلة"، وبما أن هدف المجموعة التي كانت وراء تأسيس هذه المجلة مناقشة المباحث الدينية والمسائل العلمية، وإرشادُ الأمة إلى ما تراه صالحاً عن طريق الحكمة، فإن الجريدة لا تفي بحاجتهم، لذلك ظهرت فكرة المجلة.
كما أن حرص العلماء على محاكاة مصر في وسائل نهضتها، ورغبتهم في تأسيس مجلة تقابل مجلة "المنار"، وترد عليها، جعلهم يفضلون المجلة عن الجريدة.
أمّا تسميتها: "السعادة العظمى"، فإن صاحب المجلة يرمز به إلى أن هذه المجلة تعين الأمة على تحقيق السعادة العظمى؛ بما تحويه من حكم، وما تتناوله من مواضيع، وما توضحه من مسائل، وما تبذله في سبيل الدين من جهد؛ لتقريبه إلى الأذهان، وشرح حقائقه، وتصفيته من الشوائب، وما تعدده من سبل الرقي والتمدن، فجاء العنوان بمثابة المبتدأ الذي يخبر عنه مضمون المجلة.
هذا الاسم له خلفية دينية؛ كما هو الشأن بالنسبة إلى مجلتي: "العروة الوثقى" و"المنار". فقد أبرز الأفغاني أن أفضل رابطة للأمة الإسلامية هي القرآن، والتمسك به، ورمز إليه (بالعروة الوثقى).
أما "المنار"، فهو الذي يهدي إلى السبيل القويم، وكأن محمد رشيد رضا يتمم المهمة التي بدأها الأفغاني بالمناداة إلى (العروة الوثقى)، وذلك يهدي المسلمين إلى سبيل هذه العروة، ومن يعرف سر نجاح، ويهتدي إلى سبيله، فإنه يحقق (السعادة العظمى)، وعلى هذا الأساس نشعر بخيط رابط