للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذ هو أساس الحياة، وتتفرع عنه بقية المسائل الأخرى، ولذلك وضعت العلوم الدينية في المرتبة الأولى، ثم تليها الآداب، فالأخلاق. إذن، يمكن أن نستنتج أن هذه المجلة ترمي إلى إصلاح المجتمع على هذه الأسس: الدين، والعلوم، والآداب، والأخلاق. وهكذا جاءت التلويحات التي تلت أبواب المجلة تزيد منهجها وضوحاً.

ونفصل القول في العلوم التي ستتناولها المجلة بالبحث، وهي ثلاثة تلويحات:

خصص التلويح الأول لإبراز شرف العلوم بالاعتماد على الشريعة، ولا يكون العلم شريفاً إلا إذا كان مفيداً، فالعلم النافع طريق إلى الجنة، وهذه نظرة دينية تنزهه عن شبهة اللذة، ولذلك حثّ الشيخ محمد الخضر حسين على الخوض في المسائل المفيدة، أما غير ذلك، فيعدّ لغواً، وإضاعة للوقت. ويحصر مسلك المجلة فيما لا يخرج عن الشريعة.

وهذه العلوم النافعة يقسمها في التلويح الثاني إلى قسمين: ما دوَّنه أهل الإسلام؛ أي: العلوم الدينية، وما دونه الفلاسفة. ويخصص الجزء الأوفر من هذا التلويح لإبراز النوع الأول، وتعريف كل علم من علومه، بينما يتحدث عن النوع الثاني في سطر واحد.

ثم يعود إلى تفصيل هذه العلوم، وبيان مقاصدها في التلويح الثالث، الذي احتوى على اثني عشر استطلاعاً، كان نصيب العلوم الفلسفية استطلاعاً واحداً، وهو الأخير، بينما تناولت بقية الاستطلاعات العلوم الإسلامية.

وبهذه النسبة المتفاوتة بين نوعي العلوم، يتدعّم ما ذكرناه في بداية هذا الفصل، من أن الشيخ محمد الخضر حسين قد أولى مباحث الجانب الديني