المرتبة الأولى في مجلته، فما هي هذه القضايا؟ وما هو موقفه منها؟
١ - الجانب الديني:
أوّل مهمة تكفلت بها المجلة هي: الدعوة إلى إعادة مجد الأمة، وإصلاح وضع المسملمين، والدفاع عن الإسلام، وصيانته من التحريف والتشويه. لذلك دعت إلى ضرورة الاعتصام بالشريعة، والتمسك بها، وسعت إلى توضيح مقاصدها، وخصصت افتتاحيات الأعداد الثالث والرابع والخامس لهذا الغرض، وقد كتبها على التوالي: الشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ محمد طاهر بن عاشور، والشيخ محمد النخلي.
أما النقطة الثانية التي دعت إليها المجلة بعد التمسك بالشريعة، فهي: فتح باب الاجتهاد في الإسلام، وأحكامه، وأساليبه؛ لأن هذا الدين صالح لكل زمان ومكان، لذلك يقول الشيخ محمد الخضر حسين:"أما من استكمل شروطه المقررة في الأصول، فلا يسوغ له المقام في حوزة التقليد. ودعوى أن باب الاجتهاد مغلق، لا تُسمع إلا بدليل ينسخ الأدلة التي انفتح بها أولاً".
وقد كان الاجتهاد، والبعدُ عن الجمود من أسباب نهضة المسلمين في أول عهدهم، ووصولهم إلى أعلى المراتب.
إذن، كانت أهم النقاط التي عالجتها المجلة في الجانب الديني، هي: الدعوة إلى التمسك بالشريعة في أصولها ومبادئها، والاعتماد على الكتاب والسنَّة والإجماع، وفتح باب الاجتهاد، والقيام بالوعظ والإرشاد والفتاوى؛ لمقاومة البدع والضلالات؛ لتخلِّص الإسلام مما علق به من شبهات، وردِّ ما زاغ بالشريعة عن مقاصدها. وما تخصيص ركن قارٍّ في أربعة أعداد متتالية