إلى هذه النظرة، فالأدب يجب أن يتطور، وتتناول مواضيعه ما يحصي مجد الأمة، ولذلك حثت المجلة العلماء أولي القوى والأفكار الرشيدة على خدمة الأمة بأقلامهم؛ للنهي عن البدع المذمومة، والتنفير من العوائد الهجينة، ودعتهم إلى تحرير الموضوعات المفيدة، والثبات أمام الانتقاد، والتمثل بالسلف الصالح، وما بلغوه من ترقٍّ وتقدم عن طريق الكتابة؛ لأنهم لم يرفعوا
أسس هذا التقدم باستعداد زائد في فطرتهم، أو قوة خارقة في إنسانيتهم، وإنما بسعيهم وحزمهم، ونشاطهم وجدهم، وبعدهم عن الركود والتخاذل عن الإصدل بكلمة الحق.
يقول الشيخ الخضر حسين:"هم رجال، ونحن رجال، أقلامهم من القصب الذي ننحت منه أقلامنا، ولا يحملونها إلا بمثل أناملنا قوة وشكلاً ... "، فالكتابة إذن هي إحدى دعائم التقدم والإصلاح، وقد بينت إحدى المقالات في المجلة طرق الترقي في الكتابة، وخصصت أربع مقالات للحديث عن حياة الشعر وترقية، نشرت في أعداد متتابعة.
٣ - العلوم العصرية:
رأينا أن المجلة تسعى إلى بعث مجد الأمة، والوصول بها إلى مراتب التقدم والرقي، ولذلك فإنها لم تنكر الأخذ بالعلوم العصرية، بل دعت إلى تجديد العلوم الدينية ببعض العلوم الأخرى؛ تلبية لمتطلبات العصر.
وقد أبرز الشيخ الخضر حسين -خاصة فىِ حديثه عن حياة الأمة- فوائدَ الأخذ بالآلات والطرق الجديدة، والأساليب الحديثة؛ تطبيقاً لأوامر الشريعة التي ألحت على الاقتصاد في الأموال والمجهود، ويطالب بقيام نخبة من أهل النهضة بتعليم أبناء الوطن هذه الطرق؛ لأنها سبب القوة، وازدياد الملك