والثروة، فيقول:"وهكذا سائر الصنائع التي تمس الحاجة إليها، ينبغي الأخذ فيها بالطرق التي هي أيسر كلفة، وأربى فائدة، وقد حكم العيان بأن الآلات الجديدة حققت كثيراً من الأعمال التي لا تبلغ غايتها إلا بشق الأنفس".
ونظراً إلى أهمية هذه القضية، فإن المجلة تفرد لها مقالاً يتحدث عن "مدنية الإسلام والعلوم العصريقا، نتبين من خلاله أن المجلة لا تعادي هذه العلوم، بل تدعو إلى الأخذ بها؛ متأسية في ذلك بالسلف الذي أخذ الأشياء النافعة من "أي وجهة صدرت، فمحّصوها بتطبيق أصول الديانة عليها، وغرسوها في معادن معارفهم العالية".
تدعو المجلة إذن إلى معرفة هذه العلوم العصرية، وتمحيصها، وإلحاقها بالعلوم الإسلامية؛ لتضمن بذلك تقدم الأمة، وتؤكد أن ذلك لا يخالف الشريعة الإسلامية، بل إن ما ذهب إليه البعض من إساءة الظن بتعاطي هذه العلوم، واتهامه بالإلحاد، هو عينُ الجهالة والغي.
وموقف المجلة من العلوم العصرية يعتبر من المواقف التجديدية، فما هي هذه المواقف؟.
٤ - المواقف التجديدية:
من يتابع أعداد هذه المجلة، يرى أنها سعت إلى التجديد في أغلب المحاور التي طرقتها، فهي تنادي بضرورة التجديد في المفاهيم الدينية بما يلائم روح العصر، حتى تكون الشريعة صالحة لكل زمان ومكان، وهي تؤمن بمنافع الاجتهاد، وما يهيئه للدّين من حياة جديدة، وتعدد سبل الترقي والوسائل التي تدفع بالأمة إلى التقدم في كل المجالات؛ كالكتابة، وترقية الشعر، وتطعيم العلوم الإسلامية بالعلوم العصرية، ولكنها تُخضع كل ذلك