فكانت هذه الفكرة -المعبّرة عن التحدي للجمود والمحافظة- سبباً في الهياج الذي قام في وجه الشيخ الخضر ووجهِ مجلته، وكان سبباً لكثير مما نال صاحبَها من الاضطهاد والنكاية خلال مقامه بتونس، علماً أن الصراع بين الطرفين، العلمي يستلزم الاستحواذ على المناصب العلمية والشرعية والدينية، وآفاقي يتطلع إلى اعتلاء سدة التفكير الفكري والإيديولوجي، كان يغذي موقف هؤلاء الشيوخ من صاحب "السعادة العظمى".
وإضافة إلى المقال الافتتاحي للعدد الأول من مجلة "السعادة العظمى" الذي جاء واضح العبارة، صريح الموقف، لا مواربة في رفضه للتقليد والاستحواذ النظرة المذهبية على المذهب التشريعي.
بيّن الشيخ الخضر -في ذات العدد الأول-: أنه ينتهج في نظره الفقهي فَهْمَ مقاصد الشريعة، ولا يساير من انفرد بضيق النظر، فزاغ بالكلم عن مدلولها، وانتزع الفروع من غير أصولها. والرجل واضح المسلك في رفضه للجمود والتقليد، وفي كونه يروم المنزع الاجتهادي التنويري الذي لابد منه لإحداث الحراك الفكري والاجتماعي الضروري لخروج المجتمع التونسي من دائرة التقليد والجمود إلى دائرة النهضة المعرفية والاستقلال والحرية، إلى غير ذلك.
وعبّر عن موقفه ممن سلك مسلك الجمود والقعود والركود إلى ما قدمه القدامى اعتقاداً من أنه منتهى ما يمكن الوصول إليه، عبَّر عن ذلك في ذات المقال، فقال:"فإليك إيابه، وعليك حسابه" في أول جملة قالها في هذا المقال "اللهم كذا وكذا"، ثم أنهاه بقوله:"فإليك إيابه، وعليك حسابه"، والمقصود