لم ينفِ هذا بذاك كما سيحصل انطلاقاً من القرن الخامس إلى يوم الناس هذا تقريباً حينما أصبحت الفلسفة بدعة أو زندقة، وعلم الكلام بدعة. وما أدراكم أن المقَّري يخبرنا أن أمراء الأندلس كانوا يقتلون الفلاسفة تقرباً من العامة.
العقل عند الشيخ محمد الخضر حسين -والشاهد على ما أقوله مأخوذ من مجلة "السعادة العظمى"- هو المؤسس لكل تطوير في المنظومة الدينية الإسلامية.
فإذن العقل عند الشيخ هو أداة للتأسيس، وأداة لمراجعة الثقافة العربية الإسلامية.
الجانب الثاني: هو التطوير بالعودة إلى الأصل، وهنا من النقاط الجوهرية التي وجدتها واضحة لدى الشيخ في "السعادة العظمى".
ما معنى الأصل؟ كيف نعود إلى الأصل لنطوّر؟ كيف نعود إلى الوراء لنطوّر؟
هنا التمس الشيخ مبدأً جوهرياً يتمثل في مناقشة معنى الأصل، ما هو الأصل؟
الأصل عنده: هو مقتضى حديث نبوي شريف "خيرُ القرون قَرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، ما معنى هذا الحديث؟ القرن هو: الجيل، ثلاثة أجيال زكّاها النبي، وجعلها المرقاة إلى كل تطوير.
ما معنى العودة إلى الأصل؟ العودة إلى الأصل: العودة إلى القديم.
والقديم في مناقشة لطيفة بين الأستاذ عبد الوهاب بو حدييه، والمستشرق الفرنسي (جاك بيرك).