للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعالج الأستاذ عبد الوهاب بو حديية فكرة القديم، ويقول لجاك بيرك: القديم عندنا ليس نصّه عندكم. ثمة فرق كيير بين القديم عندنا بمقتضى العلاقة بين التجديد والقديم، يقول: القديم عندنا فترة من التاريخ، نعم، فترة من الزمان، نعم، حددت بالسنوات اثنين، ثلاثة، تسعين سنة، أو مئة سنة على أقل تقدير. هي في الزمان، ولكن أصبحت أنموذجاً على الزمان.

الاختراق، فترة الأصل فترة القديم من الزمان تسعين أو مئة سنة التي عاشها الصحابة بأخطائهم بالفتنة الكبرى، بما فيها من معايب، لكن بما فيها من الخصال الممارسة عن النبي، والتابعين عن الصحابة، وتابعي التابعين عن التابعين.

هذه الأشياء الثلاثة يقول الأستاذ عبد الوهاب بو حديية ما لم يقله الشيخ، ولكن كان ليختصره اختصاراً ... الفترة القديمة التي كانت في الزمان من الزمان، ولكنها أصبحت أنموذجاً لذي ينبغي أن يعود إليه البشر حتى يدركوا ثوابت الإسلام، حتى يستصلحوا أحوالهم في ضوء هذه الفترة القديمة؛ لأن شريعة الحق، شريعة الأصل: الفترة التي ذكرها "خير القرون قرني"، هي الشريعة تؤدي إلى حقوق الإنسان بلا منازع، ولكن الركام ساد على الفكر الإسلامي، الركام هو الذي أفقدها نظرتها.

هل يمكن أن نعد الشيخ مصلحاً في هذا السياق؟

أظن أنه نجنبه مصطلح الإصلاح بالمعنى الضيق، أما بالمعنى العام لعبارة الإصلاح، فنعم، لم يكن الشيخ محمد الخضر حسين مصلحاً كشأن الشيخ بيرم الخامس، وإن كان الشيخ بيرم الخامس متطوراً، أو غيره من الذين عاشوا؛ كخير الدين الذي تكلم عن الإصلاح، والطهطاوي، وكل الذين