المغاربية بين الشعبين الجزائري والتونسي على الأقل، وحتى في هذه التسمية أرى أن هناك تقهقراً؛ لأن التعبير كان غير ذلك، كان أسلافنا يقولون: الشعب في الجزائر وتونس، لا أن يقولوا: الشعبين الجزائري والتونسي.
سؤالي أولاً من هو المثقف؟ هل المثقف هو حامل الشهادات؟ أقول: لا، إن الشهادات -مهما علت- ليست مقياس المثقف الثقافي.
أنا أقيس الثقافة بشيء آخر هو الوعي، أن يكون الإنسان واعياً أولاً بذاته، واعياً بمحيطه الضيق، وبمحيطه الواسع، والعامل من أجل تحقيق أهداف تعود بالخير على الذات، وعلى محيطه، وعلى غيره، من أجل ذلك لكي يكون المثقف فاعلاً يجب أن ينطلق من مشروع المجتمع، ينطلق من مرجعيته الفكرية، أن ينطلق لتحقيق أهداف وأغراض ومعالم بينة واضحة. فإن لم يكن هذا موجوداً، فلست أدري كيف يمكن لإنسان أن يُسمى مثقفاً، وكيف يمكن أن يقوم بدوره؟
وفي مستهل القرن كان المثقف موجوداً بالفعل، ويبدو لي: صحيح أن الاستعمار موجود، ولكن مقاومة الاستعمار كانت قد فتحت للمثقفين مجالاً للعمل من أجل ترقية المجتمع، ومن أجل الدفاع عنه، ومن أجل وضع الأسس التي يكون منها المنطلق لتحقيق ما هو الأفضل.
قرأت مرة للشيخ محمد البشير الإبراهيمي الذي تعرفونه جيداً يقول: إننا في الجزائر، ويتكلم عن المثقفين في الجزائر، يقول: نحن في الجزائر نعرف عن إخواننا في تونس، وعن إخواننا في ليييا ما لا يعرفونه هم عن أنفسهم؛ لأننا نهتم بواقعهم، ونتمنى لهم كل الخير.
اليوم نرى أن هناك انحساراً، نرى أن من نسميهم: المثقفين، سواء في