مرحلة صنع المعرفة، صنع التاريخ، وهذا لا يتأتى إلا بالاستناد إلى هويتنا.
إن موضوع الهوية، ويناء الشخصية المتميزة القادرة على مواكبة التطورات والتغيرات الطارئة، مازال مركز اهتمام. اليوم بحاجة ماسة إلى أن نحث الخطا حتى نجذّر أبناءَنا في هويتنا، بل أقول: اقتضى الأمر مع العولمة في جوانبها جميعاً وخاصة منها الثقافية، وهذا ما أكد عليه رئيس الدولة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي غير ما مرة، منها قوله:"إننا نتقدم على درب الحداثة والرقي متمسكين بمقومات هويتنا الوطنية، مستلهمين من ثرائها العريق ما يدفعنا إلى مزيد الإنجاز والإضاءة، لقد اخترنا لبلادنا سبيل العمل والكد، والجد والتنوير والتحديث في مدارج المعرفة والعلوم والرخاء والنماء، لتبقى تونس واحة أمان واستقرار، وأرض تسامح واعتدال، ومنارة حضارية مشعة على الدوام".
إننا عندما نتحدث عن الهوية، نعني -بالطبع- مقوماتها المتماثلة من تاريخ، ودين، ولغة، ومصالح مشتركة، هذا تعريفنا للهوية.
في خصوص التاريخ: كما نوهنا -سابقاً-: أن لذاكرة الشعوب أهمية كبرى في تحريك الثوابت، ومن هنا تأكدت ضرورة معرفة أبنائنا لتاريخ بلادهم بكل ما يتسع له من احتمالات الظواهر والأحداث، على اختلاف دروبها، ودرجات أهميتها، ولا يتأتى ذلك إلّا بقراءة موضوعية نقدية للوقائع وعللها ومتطلباتها، ومن لا تاريخ له، لا حاضر له، ولا مستقبل له.
جاء في كلمة رئيس الدولة بتصديره البريد لكتاب "تونس عبر التاريخ" ما يأتي: "التاريخ بنظامه ورموزه ومراميه هو مبنى الهوية، والعمود الفقري للشخصية الوطنية، نرى فيه دلالات تكرس تعلقنا بهويتنا وأمجادنا التاريخية،