وإن الإحاطة بالشباب اليوم من أدق المهام المطروحة على المجتمعات والبلدان، بحكم ما يشهده عالمنا من تطور، وما تعيشه الحضارة البشرية من تحولات متسارعة تفتح آفاقاً وفرصاً جديدة، مما يحتم حسنَ تهيئة الشباب للتأقلم معها، ومواكبتها، والاستفادة منها حتى يكون فاعلاً فيها، وحتى نجنبه ما قد ينشأ عنها من مخاطر الاغتراب، وفقدان التوازن، وغياب الوعي بالهوية. الهوية التي حرصنا دوماً على حماية مقوماتها، ومن بينها: اللغة العربية، التي ندعو وسائل الإعلام -وخصوصاً المرئية منها والمسموعة- بحكم انتشارها إلى أن تكون أول من يحافظ على سلامتها، ويعزز من حيويتها.
أيها السادة والسيدات!
إن تعلقنا بمقومات هويتنا، وحرصنا عليها لا يحتاجان إلى دليل، هنا لابد أن نرد على من أراد أن يمس من شخصيتنا، أو من انتمائنا، إننا أمناء أوفياء، نحتضن مدارك مصلحينا، وتونس لم تعد قاصرة عن كفاية عظمائها -كما سجل زين العابدين السنوسي في ترجمة لمحمد الخضر حسين- بل أضحت -وخاصة من فجر التغيير المبارك- أضحت معروفة بدائم اعتزازها بعظمائها، والنابغين من أبنائها، وأنها تذكرهم اليوم، وتكرمهم أحياء وأمواتاً، فحمداً لله.
إذن، نتجاوز هذا الاحتضان؛ لنؤسس ما به نحقق الرغبة الملحة لجميع المصلحين والمناضلين، ومن بينهم: الشيخ المصلح محمد الخضر حسين. بماذا؟ بالتواصل مع الأشقاء مغرباً ومشرقاً. إن الشيخ محمد الخضر حسين رحل إلى الجزائر؛ حيث وجد التبجيل أينما حلَّ، وحَسَناً فعل المنظمون للندوة حين أدرجوا في فعاليتها دور المثقف في توثيق العلاقات التونسية