للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الجلسة العلمية الثانية التي كان محورها: (العلامة محمد الخضر حسين والإصلاح الديني والاجتماعي)، وترأسها الأستاذ مجاهد توفيق الجندي، فقد افتتحها الأستاذ الحبيب الجنحاني بمحاضرة عنوانها: "الفكر الإصلاحي ومشاريع التحديث"، وقد أكد أنه اطلع على نصوص أخرى للشيخ الخضر تعتبر جديدة، وهي باللغة الألمانية، بحوث تناولت شخصيات متعددة من رواد الحركة الإصلاحية، واعتمدت على مجموعة من مذكرات أشخاص عرفوا مباشرة الخضر حسين، منهم: شكيب أرسلان، وإن من أبرز ملامح الفكر الإصلاحي رحلات هؤلاء الرواد إلى أوروبا، ومن أبرزهم: صالح الشريف، وإسماعيل الصفايحي، والخضر حسين، ومحمد باش حامبة، وقد كتبوا هذه الرحلات عن وعي، وهي ليست مجرد تسجيلات، بل أرادوا من خلال هذه النصوص نقل صورة التقدم في أورويا إلى مجتمعاتهم، وتحدثوا عن الأفكار الإصلاحية.

وإنّ من أبرز هذه التيارات الإصلاحية:

١ - تيار يهدف إلى تجديد الفكر الديني، ونشر التعليم والتربية، والخضر حسين يندرج ضمن هذا التيار.

٢ - تيار يرى أنه لا يمكن التفكير في التحديث والحداثة قبل إنجاز مرحلة الإصلاح السياسي، قسم من هؤلاء سعى هذا المسعى التحديثي من داخل السلطة (ليس من الصدفة أن أبرز تيارات الفكر الإصلاحي انطلقت من إسطنبول ومصر وتونس، فمشروعات التحديث لهؤلاء الثلاثة انطلقت من داخل السلطة)، وقد تفطّن "حكيمُ السياسة" خيرُ الدين التونسي إلى أنه لا إمكان لمشاريع تحديثية تقدمية ضمن سلطة استبدادية.