٣ - تيار يختلف عن البقية، ويؤمن بضرورة الإصلاح الفكري والسياسي، والإفادة من الجوانب المضيئة والمشرقة في التراث العربي الإسلامي في مرحلة معينة.
أما المحاضرة الثانية، فقد كانت للدكتور كمال عمران، وهي بعنوان: تطوير الفكر الديني من خلال مجلة "السعادة العظمى".
وقد أكد في مستهل محاضرته: أن قدوم هذا "الآفاقي" إلى الحاضرة انطلق من "نفطة" حيث الشجاعة والجرأة والفطرة، وأن هؤلاء العلماء من أمثال العلامة الخضر حسين قد أهاجوا في الحاضرة نوعاً من التفكير غيّر الوجهة الثقافية؛ فقد جاؤوا إلى تونس، وفتحوا فتحاً مبيناً، وحملوا نسقاً فكرياً فيه من الجرأة والشجاعة الشيء الكثير، وأن الجامع الأعظم حين جاءه الشيخ الخضر كان فيه نزعتان:
أ - نزعة يترأسها الشيخ سالم بو حاجب.
ب - نزعة يترأسها الشيخ أحمد بن الخوجة، شيخ الإسلام.
فكيف شارك محمد الخضر حسين في هذه البيئة؟
١ - فكرة العقل: كيف عاد الخضر حسين إلى فكرة العقل لتطوير المنظومة الدينية؟
إن العقل عنده هو المؤسس لكل تطوير في المنظومة الدينية، فهو أداة للتأسيس، ولمراجعة الثقافة العربية الإسلامية.
٢ - التطوير بالعودة إلى الأصل، والأصل عنده مقتضى حديث نبوي شريف:"خير القُرونِ قَرني، ثم الذين يلونَهُم، ثم الذين يلونهم"، فإذا أردت أن تستصلح أحوال الدين، ينبغي أن تعود إلى هذه الفترة من الزمان.