للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسئل الإمام مالك - رضي الله عنه -: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال أبالنبوة يُلعب؟!

وإنما يستأنس بها في البشارة، كما قال - صلى الله عليه وسلم - في الصحيح: "لم يبق من النبوة إلا المبشرات"، وفي رواية: "يراها المسلم، وترى له".

وتكون للإنذار، وهي المشتملة على ما يتألم منه، ولو عرض على الدلائل الشرعية، لكرهته، وأمرت باجتنابه؛ كمصاحبة الفاسق، والاقتران بامرأة غير صالحة.

وتكون لاطمئنان النفس عما يقع في المستقبل من المصائب؛ كما ورد في الصحيح: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "رأيت في رؤياي أني هززت سيفاً، فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحُد، وهززته أخرى، فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين".

وتجيء الرؤيا لحكمة الانتصار على الأعداء كما قال تعالى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الأنفال: ٤٣].

وإيضاح هذا أن الله جعل أول محارب للمسلمين كفار قريش، وقريش


= الذي ينطف من العسل والسمن، فالقرآن حلاوته تنطف، فالمستكثر من القرآن والمقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض، فالحق الذي أنت عليه، تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به رجل بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به، ثم يوصل له، فيعلو به.
فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطات؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أصبت بعضاً، وأخطأت بعضاً". قال: فوالله! لتحدثني بالذي أخطات، قال: "لا تقسم".
- معنى ظلة: سحابة. تنطف: تقطر. يتكففون: يأخذون بكفهم. السبب: الحبل.