للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى قارة أفريقية، فتندَّرَ به أناس شأنهم أن يتندروا بكل من يخطئ في العلم خطأ فاحشاً.

وعلم الفلك داخل في دائرة الإيمان، حتى قال بعض الأئمة: يعتمد ما يقوله الفلكي في ثبوت شهر الصوم، وفي مسائل دلت التجارب على صدقه فيها؛ كالخسوف، والكسوف.

وإنما ينكر الإسلام ما يقوله المنجمون عن توهم من غير دليل ثابت؛ كالذي أشار إليه أبو تمام في قصيدته:

وخوّفوا الناس من دَهْياءَ مُظْلِمَةٍ ... إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذَّنَبِ

بعد أن قال:

والعلمُ في شهب الأرماح لامعة ... بين الخميسين لا في السبعة الشُّهُبِ

والمنطق الذي دونت قواعده مستقلة به في تأليف، أو ذكرت معه الآراء الفلسفية، ورُدَّ على الزائف منها بأدلة كافية، غير خارج عن دائرة الإيمان.

وقد أصاب محمد بن عبد الكريم العقيلي في رده على من يقول بتحريم المنطق، إذا قال من أبيات:

وما المنطق المعنيّ إلا عبارة ... عن الحق أو تحقيقه عند جهله

أريني - هداك الله - منه قضية ... على غير هذا ننفها عن محله

والذكي المتنبه إن كتب أو خطب، يدرك الحد والقياس القائمين على صواب من نفسه، ولكن قراءة المنطق تفيد قليل الذكاء، وتسرع بالذكي إلى إدراك الصواب من الحد والقياس. وما المنطق إلا نتيجة تفكير أذكياء.

وعلم الحقوق: إن درسه إنسان ليزداد علماً بحكمة الشريعة، فقد