اشتهر منهم الثري المحسن الفذ في إحسانه وتدينه ومحبته لعمل الخير علي بن مقبل بن علي بن عبد الله العبيد.
ومات علي المقبل هذا عام ١٣٣٤ هـ.
وقد وقفت على بعض المداينات له، وهي قليلة جدًّا بالنسبة لما كان يداين به، ويتعامل مع الفلاحين وغيرهم به، ولم أستطع الحصول على دفاتره كلها وإنما وقفت على واحد منها كان يكتب فيه الوثائق ونحوها قبل وفاته بسنوات قليلة.
لقد سمعنا بل تحققنا بأن (علي المقبل) كان يلغي بعض ديونه علي المعسرين الذين يعلم أنهم لا يمكنهم أن يوفوا ديونهم التي عليهم له.
وبعض الناس قال إنه إذا فعل ذلك يخبرهم ثم يتلف الأوراق التي كتبت فيها الديون التي عليهم حتى لا يكون بقاؤها وسيلة قد يطالب ورثته أولئك بما عليهم من الدين.
ومع ذلك وصلتنا جملة من صور مدايناته ومعاملاته سوف أذكرها هنا.
وكنت اعتزمت أن أكتب كتابًا قائمًا بذاته عنه وعن ابنه سليمان الملقب (أبو حنيفة) وذلك لما لعلي بن مقبل من أحسان وأعمال بر وخوف من الله، وقرب من العلماء المشايخ من آل سليم ومن ورع قليل النظير بين التجار، وكنت أحفظ جملة بل جملًا من ذلك.
غير أن حفيده بل حفيد حفيده الدكتور عبد العزيز بن سليمان المقبل أعطاني كراسة ذكر فيها بعض الأشياء عنه، بعضها موجود لديَّ وبعضهم فيه تغيير عما هو موجود لديَّ.
وأخبرته أن لديَّ ما لم يذكره هو، وهذا أمر طبيعي، إلا أنه فتَّ في عضدي معتقدًا أنه ما دام أن حفيده قد كتب ما كتبه عنه، وذلك في أوراق معتادة وليس كتابًا عنه، ولا هو بحث مرتب مبوب فيمكن أن أكتفي به، غير