للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التشدد في انحسار، والمستقبل للخطاب الإسلامي المتسامح]

س: بمناسبة الحديث عن الاجتهاد أثار كتابك (الإنصاف فيما جاء في الأخذ من اللحية من الخلاف) الذي تناول الحكم الشرعي للأخذ من (اللحية) الكثير من ردود الفعل المعارضة لاجتهادك وفتواك، وكان بيان اللجنة الدائمة الإفتاء أقوى تلك الردود، فقد ذهب البيان إلى مطالبتك بالتراجع عن فتواك، كيف تقرأ هذا النوع من ردود الفعل خاصة بيان اللجنة بوصفها جهة رسمية معنية بالفتوى؟ وكيف تعاملت مع هذا البيان تحديدًا وهل تراجعت عن فتواك؟

ج: لم أستغرب الرد من اللجنة، ولا من غيرها، فهو حق شرعي لأهله، ويجب علينا معشر طلبة العلم أن يكون لدينا الاستعداد لتقبل الرد، والنظر فيه في موضوعية، وإنصاف، وألا ننظر إلى الرد على أنه تنقيص للمردود عليه، فكل يؤخذ من قوله ويترك، مع وجوب تحري العدل والإنصاف، وترك التجريح، وإن كنت أرى أن المؤسسات الرسمية يجب ألا تدخل في أي نزاع فقهي، وليكن دورها في الرد على المخالفات العقدية المنهجية.

ولم يكن بيان اللجنة بالرد العلمي أكثر من كونه عرضًا لقول الفقهي الذي تختاره اللجنة، لأن اللجنة لم تتعرض لأي من الأدلة التي ذكرتها، ولم تجب عنها، ولا تستطيع اللجنة ولا غيرها أن تنكر أن هذا مذهب الإمام أحمد رحمه الله، وأنه كان يأخذ من لحيته، من عرضها وطولها، خاصة أن بعض أعضاء اللجنة حنبلي المذهب، بل لا يستطيع أحد أن ينكر أنه مذهب عامة السلف.

وإني أتفهم السياق الذي جاء به رد اللجنة، فالكتاب أحدث لدى العامة صدمة، نتيجة للجهل في فقه المسألة، وغياب هذا القول عن المحاضرات والدروس العلمية، مع أن القول الذي طرحته هو قول عامة السلف، وقد تصور بعضهم أنني أريد أن أفسد لدى الناس ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وأن هذا الكتاب إن ترك دون رد قد يكون بداية المراجعات كثيرة، هي من مسلمات الدين، خاصة أن