عاد الأمير عبد العزيز بن محمد إلى إمارة بريدة وما يتبعها من القصيم، وصار أخوه عبد المحسن بمثابة النائب له إذا غاب عن بريدة.
[وقعة اليتيمة]
وقعة اليتيمة على لفظ تصغير اليتيمة، وذلك أن أهل ذلك الزمان يسمون الرملة المنقطعة عن الرمال الأخرى اليتيمة - بالتكبير وهذه أسموها اليتيمة بالتصغير - على اعتبار أنها صغيرة.
وهذه الوقعة هي إحدى وقعتين كبيرتين، وقعتا على أهل بريدة هما (اليتيمة) و (بقعا) والأخيرة كانت على أهل القصيم مجتمعين اشترك فيها أهل عنيزة وأهل بريدة وسبق ذكرها وهي وقعة بقعا، وهذه هي وقعة اليتيمة بعدها.
وقد رضي الإمام فيصل بن تركي على الأمير عبد العزيز بن محمد وأعاده إلى إمارة القصيم.
وفي هذه الأثناء حصلت وقعة اليتيمة الشهيرة على أهل بريدة، وكانت في عام ١٢٦٥ هـ.
وملخص ما ذكره لنا أشياخنا من الإخباريين المسنين، وبالدرجة الأولى والدي عن عمه عبد الله بن عبدالكريم العبودي وكان شيخًا معمرًا ذكر والدي أن عمره زاد على مائة سنة، وأنه كان أدرك وصول إبراهيم باشا إلى نجد، ويذكر وجوده قرب بريدة بعد حرب الرس، وقد أدركت أنا ابنه الوحيد عبدالكريم بن عبد الله العبودي شيخًا قد خلف ابنتين، وليس له أبناء، وبذلك انقطع نسل هذا الفرع من الأسرة.
قال والدي: حدثني عمي وغيره ممن حضروا وقعة اليتيمة أو خبروها أن أهل بريدة بلغهم أن الأمير عبد الله بن الإمام فيصل بن تركي قد عدا على