وأقول: إنني أدركت جمهور طلبة العلم والعوام لا يذكرون الشيخ عيسى الملاحي وأمثاله كعبد الله ابن حماد الرسي إلَّا بالخير، والزهد والاحتساب في طلب العلم وإلى إفادة طلابه.
وحتى طلبة العلم لا يسبونه ولا يجرحونه.
ومن ذلك ما ذكره الشيخ صالح بن محمد السعوي في ترجمة الشيخ القاضي محمد بن عبد الله الحسين، قال:
وقرأ على الشيخ عبد الله بن فدا، كما درس النحو على الشيخ عيسى الملاحي، وكان ذلك في المريدسية أيضًا، حيث إن الشيخ عيسى أصله من حائل، فعين قاضيًا في الشبيكية، وقدر الله سبحانه أن يتزوج امرأة من بلدة العريمضي أحد الخبوب الغربية، فكان ينزل بعض الوقت في المريدسية القريبة منها نظرًا لوجود قراءة كثيرين فيها، فكان يدرس في جامعها صباحا حتى يشتد حر الشمس، ثم يدرس بعد الظهر في مسجد آخر (مسجد المزيد)، فكان يجلس عليه عدد كبير من الطلبة منهم الشيخ محمد الذي كان يتابعه في كلا المسجدين.
وقد ترجم الشيخ صالح بن محمد السعوي للشيخ عيسى الملاحي ترجمة خاصة به وهو يعرف عنه أكثر مما يعرف غيره لكونه من أهل المريدسية، فقال:
[الشيخ عيسى الملاحي]
ومن مشاهير العلماء الذين اختاروا السكن في هذه البلدة - أي المريدسية - العالم العلامة، والعارف الفهامة المحقق الشيخ عيسى بن محمد الملاحي، وتستبشر بوجودهم على ظهرها البقاع، ويغتبط بهم أهل عصرهم بما يرتوون من حصيلتهم العلمية، ويقتبسون من أخلاقهم المرضية، وآدابهم الحسنة الوفيّة.
وهذا العالم الجليل طلب منه أن يتولى القضاء والفصل بين الناس، فقبل الطلب وتولى القضاء في أحد بلدان القصيم، ورئب الجلسات العلمية، وأخذ في