الحميدان هؤلاء فلاحون في الخب وهو خب البريدي الذي إذا أطلق اسم (الخب) لم ينصرف إلَّا إليه لأهميته، والفلاحون كلهم محتاجون إلى أن يستدينوا من التجار ديونًا يوفونها من ثمرة النخل إذا حان جدادها، ولابد لذلك من مكاتبة وتوثيق ويستدعي ذلك ذكر التاريخ وذكر أسماء الدائن والمدين والشهود على الدين.
وهذا نفعنا في تتبع أسماء بعض الأسر، ولو لم يكن ذلك موجودا لأصبح ذكر شخصيات تلك الأسر من الفلاحين من الأساطير الشفهية التي تنسى بسرعة.
ولذلك حرصت على إيراد تلك الوثائق للاستفادة التاريخية منها، رغم ما قد يصحب ذلك من كراهية بعض الأسر من كون المنتسب إلى أسرتهم لم يذكر إلَّا في معرض الدَّين والدائنين، ولكن تلك كانت حالة البلاد والعباد الاقتصادية الحرجة، وليس في ذكر الدين حرج على أحد كما ذكرت ذلك في مقدمة الكتاب.
وقد عثرت على أوراق عديدة تذكر محمد بن عثمان بن حميدان راع الخب - أي خب البريدي.
وتذكر كما تذكر غيرها علو همة الرجل، وثقة التجار به لأنه كان يستدين مبالغ كبيرة ويسددها لهم ثم يستدين غيرها من ذلك ما ورد في هذه الوثيقة التي تتضمن مداينة بينه وبين غصن الناصر (بن سالم) وهو رأس أسرة الغصن السالم وثري معروف إن الدين فيها هو ألفان من وزنات التمر شقر ومكتومي عوض أربعة .... يحل التمر في صفر الخير من عام ١٢٧٥ وأقر محمد بن عثمان أنه أرهن غصن على هذا الدين ثمرته على عمارته فيه وهي ثلثان الملك ونصف، وأيضًا أقر أن لحق عليه في ذمته وقال الكاتب: أعني محمد بن عثمان بن حميدان لغصن - الناصر، مائة وخمسين وزنة تمر شقر، و ... وزنة تمر من تمر السكره الفائق لغيره وأيضًا سبعة أربيل وأرهن ...