كان بها سبرة بن معبد الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وولده إلى اليوم - أي زمن البكري.
وقد وصف البشاري هذه المنطقة فقال: ناحية قرح تسمى وادي القرى، وليس بالحجاز اليوم بلد أجل وأعمر وأهل وأكثر تجارة وأموالًا وخيرات بعد مكة من هذه، عليها حصن منيع على قرنته قلعة قد أحدقت به القرى والتفت به النخيل ذو تمور رخيصة وأخبار حسنة ومياه غزيرة ومنازل أنيقة وأسواق حارة عليه خندق وثلاثة أبواب محددة، والجامع في الأزقة وهو بلد شامي مصري عراقي حجازي، غير أن ماءهم تقيل وتمرهم وسط وحمامهم خارج البلد، انتهى نقلا من تعليق كتاب بلاد ينبع للأستاذ حمد الجاسر.
[الإمام مالك رحمه الله: مولود في ذي المروة]
اطلعت على كلام لبعض المؤرخين فيه إن ولادة الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة كانت في ذي المروة سنة ٩٤ هـ.
قلت: أما ما ذكروه من المياه فمازالت كما كانت، وأما الأبنية والنخيل فقد زالت اللهم إلَّا ما استحدثته قبيلة عنزة فيها من النخيل في العهد القريب، وهو نخيل جيد لا يحتاج إلى سقي إذ أنه يشرب بأصوله من الأرض، وماء ذي المروة في حدود خمسة أمتار عن سطح الأرض.
[وصف الموقع]
يقع ذو المروة في متسع من الأرض بين ملتقى أودية المدينة بأودية تبوك، والعلا، وما حولها، وتسمى إذا اجتمعت: وادي الجزل، وعلى بعد نحو مائتي كيلو من المدينة المنورة وتبلغ مساحة هذا المتسع من الأرض نحو أربعين كيلو في عرض ١٣ كيلًا، تقريبًا، وتقع على ضفتي الواديين العظيمين، فشماليها يقع على