ولذلك ترجمة الدكتور عبد الله الرميان في (مساجد بريدة) فقال:
[علي بن سليمان بن عبد الله الجريش]
يعتبر هو أول إمام لهذا المسجد أي مسجد الجريش، إذْ تَوَلَّى الإمامة سنة ١٣٧٦ هـ واستمر فيه حتى سنة ١٤٠٢ هـ حيث توالت عليه الأمراض فأرهقته حتى ضعف عن القيام بالإمامة، فتكون إمامته في الفترة (١٣٧٦ هـ ١٤٠٢ هـ).
ولد في بلدة الشقة سنة ١٣٣٧ هـ ونشأ في بيت علم وصلاح، فشب على طاعة الله، فتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن قبل البلوغ، ثم شرع في طلب العلم، فأخذ عن الشيخ عبد الله بن حميد قاضي القصيم في زمنه، وعن الشيخ عبد العزيز العبادي والشيخ محمد المطوع، ولازم الشيخ صالح الخريصي وهو أكثر مشايخه انتفاعًا به، عينه الشيخ عبد الله بن حميد في بلدة الكهفة في منطقة حائل إمامًا لجامعها ومدرسًا فيه، فأصبح المرجع لأهل البلدة في أمورهم الشرعية، من عقد الأنكحة والمبايعات والوصايا والوكالات وغيرها، وبقي عندهم عشر سنوات ثم رجع إلى بريدة وتولى إمامة هذا المسجد حال تأسيسه ولم يتول أعمالًا رسمية سواه.
كان رحمه الله كثير المطالعة مكبا على القراءة، ملازمًا للمسجد مكثرًا من قراءة القرآن، بحيث يختمه كل ثلاثة أيام، وكانت مجالسه مجالس خير يعمرها بالذكر والبحث في مسائل العلم، ساعيًا في الخير والإصلاح بين الناس فساهم في فضِّ كثير من المنازعات وله مشاركة شعرية في مناسبات خاصة، وقصائد تضمنت نصائح عامة.
توالت عليه الأمراض في آخر عمره فصبر واحتسب، وسافر للعلاج خارج المملكة، ولم تتحسن حالته فبقي على هذه الحالة حتى وافته المَنِيّة في ١٨/ ٣ / ١٤١٣ هـ.