[مراثي الجديعي]
عبد الله بن علي الجديعي شاعر مكثر طرق فنونًا عديدة من فنون الشعر وأبوابه، له نفس طويل، وتعبيرات عفوية رائقة.
ولم يشذ عن ذلك (باب المراثي) عنده.
فكان أن رثي زوجته (لولوة بنت عبد الرحمن الفعيم) بمرثيتين إحداهما سماها المرثية الأولى وهي بائية والثانية عنوانها: (مرثية أم العيال الثانية) وها هما قال:
هذه مرثية أم العيال لولوة بنت عبد الرحمن الفعيم، كان ابني جديع يبكي فقلت:
جديع لا تبكي على امك وتنعاه ... ما بك من الليعه ولا عشر ما بي
يا جديع هذا الحق لو ما بغيناه ... والله جعل للصابرين الثوابِ
لو البكا ياجديع ينفع بكيناه ... يما بكيت أمي ولا عاد ثابِ
كم من عزيز يا وليدي دفناه ... واللي نهج لي راح ماهو يجابِ
راحت وحنا يا حلالي فقدناه ... والظاهر انه ما يجبر مصابي
لي اجتمعن الزينات عندي ذكرناه ... تبين الخافي وبان الصوابِ
لصاحت وحده قامت اخته ترجاه ... لي تضيعين اللي مضى والثوابِ
وانا الضحية بينهن لو كتمناه ... ما هي رخيصة مير مالي مجابي
دمعي على الخدين لي حل طرياه ... ابكي ولا واحد أظنه دري بي
العشرة اللي بيننا ما أبنساه ... خمسين عام روحت بالشبابِ
والله من يوم مضى وتمناه ... يوم الزمان الزين مع الرحابي
لي ضامتن سود الليالي نصيناه ... اهيض عليها ما لجا بالجنابِ
الدار من عقبه ترانا جنيناه ... أليا دخلته أوجس القلب ذاب
الدار ماله ذنب لا شك ما ابغاه ... عقب ام صالح عدها للخراب
لي جيتها يفز قلبي لذكره ... مالي بها حجة تجدد صوابي