للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الجنوب، ثم إلى الشرق، لذا أجلنا الوصول إليها في ذلك اليوم.

وفي اليوم ١٥ - ٨ - ١٣٩٢ هـ قصدناها من الطريق الأنف ذكره، وكنا نقف عند كل ما يسترعى النظر من آثار القصور والعيون، وبعد أن سرنا قرابة ثلاثين كيلًا، تبينت لنا أطلال قصرين عظيمين، فوقفنا عند الأول، وكان يبعد عن الثاني بحوالي خمسمائة متر، والشمال الشرقي أكبر من الأول.

وقد وجدنا حولهما كسر الأواني الفخارية، وقطع الزجاج القديم.

والقصران مبنيان بالطين بناءًا متينًا جدًّا، ويبلغ سمك الجدران فيهما أكثر من ذراعين، وقد وجدنا في بعضهما طوبًا أحمر - آجر - وهذان القصران لا يبعدان عن قرية الضليعة القرية الحديثة إلَّا بنحو عشرة أكيال، عن الجهة الشمالية الشرقية منها، وهما من السعة وكبر الغرف التي تتضح معالمها بمكان، وسعتهما ظاهرة من آثار الجدران التي ما زال بعضها باقيًا يدل على قوة سكانها وعلو هممهم وحضارتهم ولا أشك في أنه مضت عليها عدة قرون لم تسكن من بعدهم.

[الفرن]

وفي الجهة الجنوبية الشرقية من القصر الجنوبي وجدت فرنًا للصهر فيه وحوله أثر الرماد وقد وجدت فيه حثالة لما كان يصهر به قد تقطرت وتجمدت تشبه الحثالة التي كانت تخرج من سبك النحاس في أفران السبك في بريدة، عندما كان النحاسيون يسبكون قراضة النحاس في الماضي، وقد احتفظت بنماذج منها، لأهديها إلى كلية العلوم بالرياض، وهذا الفرن أصغر من الفرن الآخر الذي سيأتي وصفه قريبا، ولا أدري ما إذا كان هذا الفرن لصهر المعادن، أم لصهر الأواني الفخارية، إلَّا أنني أكاد أجزم أنه لم يكن للطوب - الأجر - لأنه أصغر من أفران الطوب.